اختتم اليوم الأحد في مدينة بلباو الإسبانية المنتدى الشبابي العالمي للتضامن مع الصحراء الغربية، الذي استمر على مدار عدة أيام وجمع وفوداً شبابية من مختلف دول العالم بهدف تعزيز التضامن مع القضية الصحراوية، وتسليط الضوء على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. وشهد المنتدى في يومه الأخير العديد من الفقرات الختامية التي استعرضت الأنشطة والمناقشات التي دارت خلال أيام الفعالية، مما أسهم في توسيع دائرة الحوار والتعاون بين الشباب حول العالم في هذا الشأن.
بدأت الفقرات الختامية بعرض شامل لنتائج “عالم الشاي”، وهو نشاط رمزي استهدف توثيق وتعزيز الروابط بين المشاركين، وخلق مساحة لتبادل الآراء والأفكار حول قضية الصحراء الغربية. وقد أسهم هذا النشاط في إبراز التنوع الثقافي والحضاري بين الشباب المشاركين، وفي الوقت نفسه إظهار الوحدة والتضامن في الموقف تجاه دعم حقوق الشعب الصحراوي.
كما قدم المقررون المسؤولون عن الورشات الأربع والطاولات المستديرة الخمس ملخصات مفصلة لنتائج المناقشات التي دارت خلال هذه الجلسات، حيث تطرقت الورشات إلى مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بالنزاع في الصحراء الغربية، من بينها تاريخ الصراع وجذوره، والدور الدولي في جهود التسوية، وأهمية الإعلام والتواصل في نشر القضية بشكل فعال، إضافة إلى سبل تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي.
وفي ختام الفعالية، ألقت الوفود المشاركة كلمات معبرة أكدت فيها على أهمية المنتديات الشبابية العالمية في خلق مساحات حوارية بين الشباب من مختلف الثقافات والدول، وذلك بهدف توحيد الجهود والتنسيق لدعم حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال. شددت الكلمات على ضرورة استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات بشكل دوري، لما تحمله من دور مهم في نشر القضية الصحراوية وتعزيز الوعي العالمي بها، فضلاً عن تشجيع الحكومات والمنظمات الدولية على تحمل مسؤولياتها تجاه إنهاء هذا الصراع المزمن.
وقد شهد المنتدى حضوراً لافتاً من ممثلين عن العديد من المنظمات الشبابية والحقوقية الدولية، الذين أكدوا على ضرورة تفعيل التضامن الدولي بشكل أكبر لمساندة نضال الشعب الصحراوي، ودعوا إلى ممارسة المزيد من الضغط على الجهات المعنية لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الصحراوية بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية وحقوق الإنسان.
وفي ختام اليوم الأخير، تم قراءة البيان الختامي للمنتدى، الذي شدد على ضرورة الاستمرار في العمل المشترك وتوحيد الصفوف من أجل دعم الشعب الصحراوي. كما تم الاعلان عن إطلاق “الشبكة الدولية الشبابية للتضامن مع الصحراء الغربية”، وهي مبادرة جديدة تهدف إلى توحيد الجهود الشبابية الدولية وتنسيقها لدعم قضية الصحراء الغربية عبر تنظيم فعاليات وحملات توعية حول العالم.
يُذكر أن المنتدى الشبابي العالمي للتضامن مع الصحراء الغربية يأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات لتعزيز الجهود الدولية لحل النزاع، وسط اهتمام متنامٍ من الشباب حول العالم بقضايا الحرية وحقوق الإنسان، وهو ما يعكس التزام الأجيال الشابة بمواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة والسلام. يمثل هذا المنتدى خطوة جديدة نحو بناء شبكات تضامنية أقوى وأكثر تأثيراً، تستطيع تسليط الضوء على معاناة الشعب الصحراوي والعمل من أجل تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال.